.                                    
+grab this

0 ما المقصود بالتسبيح في قوله((فلولا انه كان من المسبحين))

قال تعالى"فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحينَ لَلَبثَ في بطنه إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"


قد تقدمت قصة يونس عليه السلام - في سورة الأنبياء . وفي الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ما ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أمه " وفي رواية قيل : " إلى أبيه " 


وقوله : ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ، قيل : لولا ما تقدم له من العمل في الرخاء . قاله الضحاك بن قيس ، وأبو العالية ، ووهب بن منبه ، وقتادة ، وغير واحد . واختاره ابن جرير وقد ورد في الحديث الذي سنورده ما يدل على ذلك إن صح الخبر . وفي حديث عنابن عباس : " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة 

وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وعطاء بن السائب ، والسدي ، والحسن ، وقتادة : ( فلولا أنه كان من المسبحين يعني : المصلين .

وصرح بعضهم بأنه كان من المصلين قبل ذلك . وقال بعضهم : كان من المسبحين في جوف أبويه . وقيل : المراد : ( فلولا أنه كان من المسبحين )هو قوله : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) [ الأنبياء : 87 ، 88 ] قاله سعيد بن جبير وغيره . 

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي حدثنا أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدثه : أنه سمع أنس بن مالك ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أن يونس النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات ، وهو في بطن الحوت ، فقال : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين . فأقبلت الدعوة تحف بالعرش ، قالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيدة غريبة ؟ فقال : أما تعرفون ذلك ؟ قالوا : يا رب ، ومن هو ؟ قال : عبدي يونس قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ، ودعوة مستجابة ؟ قالوا : يا رب ، أولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه في البلاء ؟ قال : بلى . فأمر الحوت فطرحه بالعراء " . 

ورواه ابن جرير ، عن يونس ، عن ابن وهب ، به زاد ابن أبي حاتم قال أبو صخر حميد بن زياد فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الحديث : أنه سمع أبا هريرة يقول : طرح بالعراء ، وأنبت الله عليه اليقطينة . قلنا : يا أبا هريرة ، وما اليقطينة ، قال : شجرة الدباء . قال أبو هريرة وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض - أو قال : هشاش الأرض - قال : فتتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت 

ص: 40 ] 

وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره : 


فأنبت يقطينا عليه برحمة     من الله لولا الله ألفي ضاحيا 


وقد تقدم حديث أبي هريرة مسندا مرفوعا في تفسير سورة " الأنبياء " . 

ولهذا قال تعالى : ( فنبذناه ) أي : ألقيناه ) بالعراء ) قال ابن عباس ، وغيره : وهي الأرض التي ليس بها نبت ولا بناء . قيل : على جانب دجلة . وقيل : بأرض اليمن فالله أعلم . 

وهو سقيم أي : ضعيف البدن . قال ابن مسعود ، رضي الله عنه : كهيئة الفرخ ليس عليه ريش . وقال السدي كهيئة الصبي : حين يولد ، وهو المنفوس . وقاله ابن عباس ، وابن زيد أيضا . 

وأنبتنا عليه شجرة من يقطين قال ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ووهب بن منبه ، وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس ، والسدي ، وقتادة ، والضحاك ، وعطاء الخراساني وغير واحد قالوا كلهم : اليقطين هو القرع . 

وقال هشيم ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين . 

وفي رواية عنه : كل شجرة تهلك من عامها فهي من اليقطين . 

وذكر بعضهم في القرع فوائد ، منها : سرعة نباته ، وتظليل ورقه لكبره ، ونعومته ، وأنه لا يقربها الذباب ، وجودة أغذية ثمره ، وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا بلبه وقشره أيضا . وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الدباء ، ويتتبعه من حواشي الصحفة . 

وقوله تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون روى شهر بن حوشب ، عن ابن عباس أنه قال : إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت . رواه ابن جرير حدثني الحارث قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا أبو هلال عن شهر ، به . 

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت . 

قلت : ولا مانع أن يكون الذين أرسل إليهم أولا أمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت ، فصدقوه كلهم وآمنوا به . وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت ، كانوا مائة ألف أو يزيدون . 

وقوله : ( أو يزيدون ) قال ابن عباس في رواية عنه - : بل يزيدون ، وكانوا مائة وثلاثين ألفا . ص: 41 ] وعنه : مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفا . وعنه : مائة ألف وبضعة وأربعين ألفا . 

وقال سعيد بن جبير يزيدون سبعين ألفا . 

وقال مكحول كانوا مائة ألف وعشرة آلاف . رواه ابن أبي حاتم . 
/


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1590&idto=1590&bk_no=49&ID=1629

abuiyad

لا يوجد تعليق على "ما المقصود بالتسبيح في قوله((فلولا انه كان من المسبحين))"

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

المشاركات الشائعة

المواد الجديدة في أقسام الموقع المختلفة

تبرع عبر الشبكة